Sunday 22 August 2010

الاسبوعية 22-8-10

كله يروح بالصابون

خالد القشطيني

العلم في خدمة الذنوب. هذا ما توصل اليه الغرب في استخدام العلوم و التنكنولوجيا. فبعد ان انحسر دور الدين عندهم ، الاعتراف و الغفران و ما شاكل ذلك في معالجة الآثام و الذنوب ، اتجهوا لاستعمال التطور ات العلمية و الطبية في خدمة المقصرين و الآثمين و المجرمين عموما. كانت اول محاولة في هذا لاتجاه التوصل الى اجهاض الجنين الحرام بأيسر السبل واقلها كلفة و فضيحة. ثم توصلوا الى ابتكار العازل و عقاقير منع الحمل، بحيث يستطيع الرجل ان يمارس المرأة عشرات المرات دون اي عواقب. بقيت مشكلة البكارة. اخيرا توصل الصينيون الى صنع غشاء البكارة و تصديرها و بيعها بالأسواق لكل من تحتاج اليها. قالوا ان اي شغالة او سكرتيرة تستطيع ان تشتريها الآن بخمسة جنيهات في مصر من اقرب دكان في علبة مزودة بكافة التعليمات عن كيفية التركيب و الاستعمال.
و حيث يكون البلد ملتزما بمقاطعة التجارة الصينية ، تستطيع الفتاة الثيب ان تراجع اي جراح او طبيب حاذق ليقوم لها بعملية ترقيع البكارة تحت البنج الموضعي خلال مدة لا تتجاوز نصف ساعة و تخرج بعدها البنت بكرا بتول، و حورية من حوريات الجنان. تجري الآن في بريطانيا عمليات ترقيع البكارة مجانا ضمن الضمان الاجتماعي للمسلمات اللواتي يستطعن اقناع الطبيب بأن العيش بدون بكارة يسبب لهن كآبة فيقوم الطبيب برقع بكارتها المثقوبة مجانا و في سبيل الله . علما بأنه في السنة الماضية فقط اجريت في بريطانيا 1100 عملية ترقيع بكارة لنساء مسلمات على حساب الحكومة. اقول ذلك وانا اخشى ان يسبب ذكر ذلك، تدفقا خطيرا على الهجرة لبريطانيا ، ولا سيما انهم اخذوا يعتبرون تعرض المرأة للقتل غسلا للعار سببا كافيا لمنحها حق اللجوء، على اعتبار ان ممارسة الفسق حقا من حقوق الانسان.
و ماذا بعد من مبتكرات العصر الحديث؟ آه ، هناك عمليات غسل الأموال. التقيت مؤخرا برجل محترم في طريقه الى جنوب افريقيا. سألته عن غرض سفره فقال دخول دورة تدريبية في موضوع غسل الأموال. وهكذا يستطيع الآن كل هؤلاء الحرامية ، المختلسين من اموال الدولة و المرتشين من ضعفاء الناس و كبار الشركات غسل اموالهم الحرام بحيث يستطيعون ان يحولوها لأي بلد، ويشتروا بها اي عمارة او يتزوجوا بأي اميرة و يعيشوا بأبذخ الأماكن ، و كله يروح بالصابون؟
تفرع مؤخرا عن عمليةغسل الأموال ، تكنولوجيا غسل السمعة. نعم تستطيع ان تسرق ما تشاء من اموال الدولة و تغسلها و تحولها. و لكن سرعان ما يكتشف امر السرقة فتصبح شهيرة بين الناس كحرامي و حرام ابن حرام. فيصعب عليك العيش رغيدا و انت ترى الناس يزوغون بأبصارهم و يتغامون بأعينهم كلما مررت امامهم او جلست لتأكل الكافيار بالشمبانيا. ربما تجد ان حتى ضباط السفريات و القنصليات يحققون معك بصورة اغلظ حيثما اقتضى عليك مراجعتهم. فما العمل؟
هناك ايضا هذه الكوكبة الكبيرة من الجلادين و سفاكي دماء الأبرياء و من عذبوا و اذاقوا المر و اغتصبوا المحصنات و ابادوا السكان ثم ضاقت بهم ارض الوطن فهربوا الى الغرب. كيف يستطيعون العيش و ورائهم هذا السجل من الخزي؟ الحاجة ام الاختراع. ظهرت تكنولوجيا غسل السمعة. كما تخصصت الصين بصنع غشاء البكارة، تخصصت بريطانيا الآن بغسل السمعة. تقوم بها خمس شركات متخصصة. تدفع لها فتتولى امرك. بعد اشهر قليلة تجد وسائل الأعلام لا تذكر اسمك الا و تلته بصفة المحسن الكبير الذي بنى المسجد الفلاني و اغاث ايتام عزة و المناضل ضد الاحتلال الاجنبي ، وهات ما عندك ، و كله يروح بالصابون يا عمي.

No comments: